مربي الأغنام المهني .. هذا زمانك
من المعلوم أن التغذية تؤدي دوراً مهما في الإنتاج الحيواني، وتعتبر دعامة أساسية فيه، فمهما كانت صفة الحيوان الوراثية للإنتاج جيدة، ومهما كان مقدار الوقاية من الأمراض والأوبئة فعالاً لدى المربي، فإن الحيوان إن لم يتم تغذيته على أسس علمية سليمة، فإنه لن يستطيع إعطاء إنتاجٍ جيد.
فإذا كانت التغذية الصحيحة للحيوان هي عملية فنية يجب فيها تغطية احتياجاته الغذائية كاملة في صورة علائق متزنة من مواد علفية مناسبة، وهي أيضاً عملية اقتصادية يتم فيها محاولة استخدام المتاح من المواد العلفية التي تكون مرتفعة في القيمة الغذائية والمنخفضة في تكلفة إعدادها؛وذلك بهدف الحصول على أقصى ما يمكن من إنتاج الحيوان بأقل ما يمكن من تكلفة لزيادة أرباح المربي.
ولكن السؤال كيف يمكن للمربي مع التطورات التي يشهدها سوق الأعلاف في المملكة أن يوفق بين كل هذه المتغيرات التي تدور من حوله، والتي قد لا تشجع البعض في الاستمرار في تربية الأغنام والماعز، بغض النظر عن الالتزام بالعلف الكامل (المكعبات) أو بالطريقة التقليدية، وهنا أقصد (الشعير والبرسيم فقط) في التربية والإنتاج.
فهنا أعتقد أن العملية أصبحت في هذا الوقت أكثر تعقيداً عن ذي قبل، وأصبحت من الآخر أكثر حسابيا من حيث المدخلات والمخرجات، بحيث إن على كل مربٍّ ومنتج للأغنام والماعز أن يستفيد من جميع العوامل التي يمكن أن تساعده على البقاء في مزاولة هذا النشاط والاستمرار في الإنتاج، ولعل أبرزها الاستفادة من الدعم الحكومي السخي الذي تقدمه وزارة البيئة والمياه والزراعة، والمتمثل في مبادرة دعم صغار المربين، حيث وصل عدد المستفيدين أكثر من 90 ألفَ مستفيد من الجنسين.
ولذلك فعند حساب الدعم وخصم قيمة الدعم من إجمالي قيمة الأعلاف المشتراه حينها يصل المربي إلى السعر المناسب والعادل لقيمة هذه الأعلاف، ولكن ليس هذا فقط، بل على المربي الحريص الذي يسعى لتطوير وضعه والاستفادة من الأوضاع الراهنة لصالحه، عليه الانضمام إلى الخطة الوطنية لتحسين إنتاجية قطاع الماشية، والتي تتكون من 10 مراحل للتحول من التربية التقليدية إلى التربية المهنية الحديثة.
فاستفادة منتج الأغنام من الأوضاع الراهنة ومواكبة التطورات والتوجهات التي تقدمها وزارة البيئة والمياه والزراعة ستساعده في ازدهار تجارته وسيطرته عليها،والمحافظة على حلاله وإنتاجه، بما يخدم مصلحته الشخصية والمصلحة العامة، حيث سيحقق ذلك له التوازن المطلوب الذي سيضمن له هامش ربح جيد،وبالتالي سيصبح مُرَبيَ أغنامٍ مهنيًّا، ولعل هذا الزمان زمانه.
11/07/2020 15:59 2,985