التحكم في إدارة القطيع يحافظ على الإنتاج الجيد والنجاح المستمر


التحكم في إدارة القطيع عملية مهمة لمن سيبدأ مشروع الأغنام من الصفر، فتكوين القطيع يستند على عدة أسس ومعايير مهمة يجب مراعاتها من حيث تنوع مختلف الأعمار، من ناحية وتوزيع كل سلالة على حدا من ناحية أخرى لأنه الأفضل ولكن ليس بشرط إلزامي ومن هنا يجب علينا تحديد مكونات القطيع عند الاختيار.

أولا : اختيار الذكر أو الفحل من ( الضأن أو الماعز):

يعتبر فحل الغنم العمود الفقري لمشروع الغنم، فان كانت النعجة الواحدة يمكنها أعطاء خروف أو اثنين في السنة فان الكبش هو المسؤول عن 40 إلى 50 خروفا سنويا، لذلك يجب اختيار فحل بمواصفات إنتاجية عالية، ويفضل جلبه من مزرعة خبير في تربية نوع الغنم الذي اخترته وقديم في ممارسة تحسين النسل ولذلك يعد اختيار الفحل من أهم الاشتراطات اللازمة عند تكوين القطيع في الأغنام أو في الماعز ولذلك يجب ان يكون ذو بنية بدنية سليمة وقوية وسليم من كل التشوهات الخلقية والتأكد من الصحة العامة والحيوية، والقدرة على التلقيح، والاطلاع على إنتاجه قدر الإمكان إذا توفر ذلك.

ثانيا : اختيار الإناث من ( الضأن أو الماعز):

 يجب أن تكون من سلالة جيدة، ويفضل أن يكون القطيع خليط من أعمار مختلفة فالمربي الذي يطمح إلى زيادة عدد قطيعه فإنه يقوم بإدخال جميع الإناث النامية الصالحة للقطيع ولا يقوم بالتخلص منها وبيعها إلا من خلال بيع الإناث كبيرة السن أو ذات المشاكل الصحية والتناسلية حتى يصل للرقم المستهدف للقطيع ثم يقوم بعد ذلك بتطبيق سياسة الإحلال بنسبة 25% من الإناث النامية مكان الإناث البالغة من خلال بيعها في السوق مع آخر إنتاج لها إذا لم يكن مرغوب فيها.
حيث يجب أن تكون الإناث المختارة خالية من الأمراض الشائعة والعيوب الخلقية ويفضل أن تكون كلها إناث حوامل في أشهر متجانسة أو على الأقل جزء منها حتى وإن زاد ذلك في تكلفة الشراء الأولية حيث إن ذلك سيتم تعويضه من خلال الإنتاج وان تكون أعمارها في حدود الثلاث أعوام هو العمر المناسب ليكون العدد السائد في القطيع بنسبة 60 في المائة و10 في المائة إناث كبيرات بعمر خمس سنوات على أن يتم في كل عام إحلال إناث نامية من الإنتاج والتخلص من الإناث الكبيرات في حين يجب توفر ما نسبته 30 في المائة وهي النسبة الباقية تكون من الذكور الجاهزة للبيع أو للذبح وهذي العملية تعتمد على سياسة المربي.

ثالثا: الإدارة والمتابعة والاهتمام:

بعد شراء الأغنام سواء كانت من الضأن أو الماعز يبدأ هنا مرحلة حسن الإدارة والمتابعة الناجحة لأوضاع القطيع وهنا يجب إتباع عدد من الأمور التي يفضل أن يهتم بها كل مربي مثل ترقيم القطيع وفتح سجل متابعة لكل أنثى على حده، ومن ثم تحصين القطيع باللقاحات اللازمة حسب اللائحة المنصوص عليها من وزارة البيئة والمياه والزراعة مع مراعاة مواعيد التحصين، على أن يقوم بعملية التحصين فني متخصص، فيما يخصص للمجموعة مكان ملائم ومظلل للإيواء، ويجب تقسيم القطيع قدر الإمكان على حسب الحالة الإنتاجية فمثلاً تكون الحوامل التي على وشك الولادة في جزء خاص بها، والإناث التي تحت التلقيح في جهة خاصة، وكذلك الإناث التي ولدت وترضع مواليدها وذلك نظراً لأن لكل حالة إنتاجية متطلبات غذائية مختلفة عن الأخرى.


السؤال المهم من أين أشتري قطيع الضان أو الماعز ؟:


هو سؤال مهم جدا، فالكثير من المربين أو المستثمرين يلجئون إلى الأسواق لتكوين القطيع في الأول، وهذا خطأ يمكن أن يؤدي إلى خسارة المشروع، في رأيي الشخصي من الأفضل اللجوء إلى مربين الأغنام المعروفين في إحدى المناطق التي تشبه منطقتك من حيث المناخ والمرعى، وهذا يجعل من السلالة يمكنها التأقلم مع منطقتك بشكل سهل جدا، ويجنبك انتشار الأمراض التي يمكن أن تأتي بها من سوق المواشي وإدخالها في القطيع ولابد هنا من مراعاة أمر مهم وهو تخصيص مكان معين بعيد عن القطيع الأساسي لعز فيه أي مجموعة جديدة تم شرائها قبل إحلالها في القديم والاندماج معه وعزلها لمدة لا تقل عن أسبوعين ولا تزيد عن ثلاث أسابيع وإعطائها خلال هذه الفترة بعض التحصينات الضرورية والأزمة مع التغذية الجيدة والمتوازنة في عناصرها الغذائية.

خلاصة القول:

أن المربي أذا قام بمراعاة ما اشرنا إليه من نقاط، سيكون قادراً على تحقيق مردود مجزي على استثماره في مشاريع الأغنام وبالإمكان في هذه الحالة استعادة رأس المال خلال فترة تقدر بحوالي ثلاث سنوات ونصف، ولابد من التنويه إلى أن التغذية تشكل ما نسبته 60-70 في المائة من إجمالي التكاليف المتغيرة في مشاريع الأغنام فإذا أحسنت إدارة تغذية القطيع باختيار العلف المناسب للحيوان المناسب فإنه سينتج عن ذلك ولاشك أكبر عائد اقتصادي وبالتالي يتحقق ما يسمى بالتربية المحترفة وهو ما تدعمه الدولة ضمن خطتها الوطنية لتطوير قطاع الماشية وذلك بهدف تحسين الإنتاج وتحقيق الربح لمربي الأغنام والبرنامج يستهدف العمل على التثقيف والتواصل المستمرمع المربين لتبادل ونشر المعلومات، وتحسين عمليات إدارة القطيع، مع متابعة الممارسات الغذائية للمواشي، فضلًا عن تحسين الممارسات الصحية، والتحسين الوراثي، وهنا دعت الوزارة جميع المربين الانضمام إلى برامج الخطة الوطنية لما لها من فوائد كثيرة تنعكس على المربي نفسه أولا ثم لوطنه ثانيا وللقطاع الحيواني في المملكة بشكل عام وأما ما عدا ذلك فلا يعدو كونه هدراً للنفس وللمال وضياع الوقت والجهد.