بسم الله الرحمان الرحيم
منذ فترة ليست قصيرة وأنا أحاول أن أضع هذه النبذة اليسيرة أمام عشاق وهواة الماعز السوري إلا أن الظروف تحول دون ذلك واليوم هائنذا أرسم هذا العنوان بين يدي المتصفح لهذا المنتدى النوادر وهو اسم على مسمى في الواقع بعد أن بذلت جهدا ليس قليل لكي يظهر هذا العمل بصورة ترضي القليل من الهواة وليس الكثير.وإني أدرك تماما أن في كل عمل هناك نقد سلبا أو إيجاب وهذا لا يقلل أبدا من الجهد المبذول فإن استحوذ هذا العمل على رضى الكثير فتلك نعمة من رب العالمين و الحمد لله وان كان العكس فلن نشذ عن القاعدة لأن رضا الناس غاية لن تدرك .
لمحة عن الماعز السورية في المملكة
المقدمة :
أضع هذا السفر الصغير (لمحة عن الماعز السورية بالمملكة ) أمام يد القارئ المتصفح له ليرى فيه نبذة صغيرة عن مسيرة الماعز السورية في المملكة منذ قدومها وماذا طراء عليها من تطور على مدى هذه السنين إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه .
وكذلك سينعطف بنا الحديث إلى بعض الجوانب في مسيرة الماعز وخصوصا فترة ازدهارها. وهذه النبذة قد يكون فيها قصور او تقصير لذا فإني التمس العذر من أهل الخبرة في هذا المجال لأني في الواقع سعيت بقدر الإمكان أن أحوط هذا العمل بالكمال وهذا في العرف من المستحيل فلا بد من النقص والتقصير علما بان مثل هذا العمل قد يجد النقد وقد يجد الاستحسان . قد يجد النقد من قبل المربين والذين لهم باع طويل في تربية وهواية هذه الماعز ويعرفون الكثير من أسرارها الغامضة .علما إن مصادر هذا التحقيق هم من الذين لهم باع طويل في تربية الماعز السورية سواءا في الرياض أو المنطقة الشرقية إذ أن هذه اللمحة كتبت في فترة ازدهار هذه الماعز أي قبل ما يقارب الثمانية عشر عاما وتمت مراجعتها هذه الايام ورأيت أن أضعها بين يدي المتصفح لهذا المنتدى لتعم الفائدة ولتبصرة الكثيرين عن تاريخ هذه الماعز الراقية .
إن هواة هذه الماعز كثيرون ومن مختلف المستويات فمنهم صغير في السن حديث العهد بهذه الهواية و منهم شيخ كبير ومنهم مقتدر ماديا ومنهم دون ذلك ، فعلى مرور هذه السنين ومنذ بدأت تربيتها وضمتها الحظائر فهي تلقى الاهتمام الذي لا نظير له من قبل المربين والمنتجين والهواة والمستثمرين حتى بدأت تنحى منحى آخر قلت فيه معرفة الأنساب الخاصة بهذه السلالة فأخذت نوعا من التقهقر والضعف الذي بداء يطراء عليها شيئا فشيئا بينما كانت قبل هذه الفترة تزخر بالازدهار والنشاط التجاري الجيد والأسعار المغرية ، إذ أن التعريف بها و بأحسابها ولما للاتصال المباشر بين المنتجين والمربين والعلاقات الاجتماعية بينهم من إلفة ومحبة كان له الأثر في عدم ازدواج الأنساب وعدم خلط الدماء التي لا تتناسب مع هذه السلالات على وجه الخصوص والذي بطبيعة الحال يترك أثرا سلبيا واضحا على الإنتاج . واني أحاول قدر المستطاع أن أبذل قصارى جهدي وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون .
نبذه عامة عن الماعز :
لاشك ان الماعز من الحيوانات الزراعية الهامة حيث تبرز أهميتها على وجه الخصوص في البلدان النامية والبلدان ذات الطبيعة الصحراوية أو شبه الصحراوية والتي تحد من تربية غيرها من الحيوانات الزراعية .
هذه الصورة العامة للماعز و الماعز السورية أيضا إلى حد ما تأخذ الحظ الأوفر إلى حد ما إذ أنها أصبحت مستأنسة فهي تربى في الحظائر والمنازل وفوق أسطح المنازل أيضا .
هذا يعتبر أمرا طبيعيا بالنسبة لهواة هذه الماعز لكنما الكثيرين من هؤلاء المربين والهواة تحدثوا عن الماعز السورية فمنهم من أصاب ومنهم من أخطاء . و نحن في هذا المجال نلخص الحديث عن الماعز السورية في بعض ألأسطر وإن طراء على الحديث شيء من إبداء الرأي فهذا لا يضر إذا كان الهدف المنشود هو تبيين الطريق للبعض وربما تصحيح معلومة لدى البعض الآخر .
إن الماعز السورية فيها من الذوق و الجمال إذا تأملها من له في نفسه هواية أخذت بلبه وجعلته يفتتن بها فإن لها أشكال مختلفة وأجسام متعددة المواصفات نتجت عن عمليات تأصيل جيدة انحدرت من سلالات معروفة لتظهر لنا بهذه الصورة الجميلة التي عشقها الهواة وأحبها المربون ولو أعطي في ثمنها قيمة تفوق الخيال أو يسيل لها اللعاب ما زاده ذلك إلا تمسكا بها والمحافظة عليها وعلى نسلها إذ أنها تعد نادرة من نوادر هذه الماعز .
ها نحن نرسم صورها ونتحدث عنها بقدر المستطاع ونتناولها بعنوان هذه السطور (لمحة عن الماعز السورية بالمملكة ) دون تحيز ونجعل الصدق في المعلومة غايتنا وأهل الخبرة والدراية والتربية وسيلتنا للوصول إلى الهدف الذي من خلاله نستقصي الصورة التي ينبغي أن تظهر للجميع وخاصة المربين الجدد الذين عشقوا هذه الماعز وأحبوها حينما سمعوا بها ومن ثم إقتنوها لما لها من مميزات فريدة وأشكال غريبة.

لقد إستهوت الكثير من الشخصيات والأفراد على اختلاف طبقاته في المملكة حتى أنها إنتشرت في مناطق المملكة وخصوصا بالرياض وما حولها والمنطقة الشرقية مما أدى إلى إتساع رقعة ألانتشار في المناطق المختلفة وهذا ألانتشار بطبيعة الحال إمتد إلى الدول المجاورة كدولة قطر ودولة الكويت ودولة الامارات العربية المتحدة الذي نشطت فيها هذه الهواية وأخذت حظها بين الهواة والمربين . وأنه لمن سرور هواة هذه الماعز أن يقطع المسافات الطويلة من أجل شراء أو مشاهدة أو للتعارف أو للتواصل هذا حتى لو اضطر بعضهم قطع مسافة تفوق 1000كم ولربما سمع أن فلان س من الناس مثلا يمتلك ماعز أو عنز تعد نادرة من بين بني جنسها فعلى هذا ترى ألاعين تمتد إليه وتكثر لديه الزوار ولربما حدث عن ذلك تبادل تجاري يعود النفع فيه إلى الجانبين . لذا فإن من محاسن هواية تربية الماعز السوري أنها تخلق الكثير من الصداقات بين طبقات المجتمع بخلاف مستوياته .
تعريف ألماعز :
هذا الحيوان الفقاري يتبع العائلة البقرية وهي شديدة الشبه بأبناء عمومتها من الاغنام إلا أن هناك إختلافات جوهرية من حيث طبيعة الانتاج وتكاليف التربية .
وهذه الحيوانات الصغيرة نسبيا من أكثر الحيوانات الزراعية إنتشارا , فهي تصلح في المناطق الباردة و المعتدلة و الحارة على السواء .
أما من حيث طبيعة الأراضي فهي تربى في السهول والوديان والمناطق الشبه صحراوية ومناطق الجبال والهضاب الوعرة حيث تصلح للتربية هي و غيرها من الحيوانات , وكما هو متعارف عليه أن الماعز ينتج اللبن بالإضافة الى المنتجات الاخرى مثل اللحم والشعر ومخلفات الحيوانات (السماد ) بالإضافة إلى ارتفاع كفائتها التناسلية .
الماعزفي السورية :
يوجد بالجمهورية العربية السورية ثلاثة أنواع من الماعز /
1)الماعز البلدي (وهو ما نتحدث عنه وموضع إهتمامنا ).
2)الماعز الجبلي .
3)الماعز المرعز .
الماعز البلدي أو الماعز السوري :
هذه الماعز تربى في غوطة دمشق لذا فهو يسمى أيضا بالماعز الدمشقي نسبة إلى نشأتها حيث يكثر الكلاء وغزارة الأمطار ونادرا هذه الماعز ما ترد الجبال للرعي فهي تربى دائما في الحقول والبساتين .
صفاتها /
نحن لن نصفهاعندما قدمت من منشأها إنما سوف نصفها عندما وصلت إلى ما وصلت إليه بعد التزاوج الذي أضفى عليها صفات رائعة ومميزات ظهرت بعد عمليات التحسين بين بني جنسها من الماعز .
الرأس :
الرأس كبيرة وطويلة والعين بيضاء أو ينتابها بعض الكدر من اللون الأصفر أو صفراء واللون الأبيض هو المفضل لدى الكثير من المربين والهواة .
ألأنف :
ألانف أو قصبة الانف بارز إلى ألأمام ومقوس على شكل دائري إذ يتناسب عرض قصبة الأنف مع كبر الرأس ومن المفضل أن يتناسب البروز وتقوس الأنف مع طول وقصر الفك السفلي للوجه أيضا .
ألاذن :
ألأذن طويلة ومتدلية إذ يبلغ طولها ما بين 25—30 سم وغالبية الماعز لها لوزتان يبلغ طول كل منهما حوالي 8---10سم وأيضا بعضها تأتي ليس قرون وتسمى جمة وبعضها لها قرون تكون ملتوية ومتجهة إلى الخلف لكنما المربين يعمدوا إلى قطعها لكي لا تؤذي بعضها هذا هو السبب الأول ولجمالها وإظهار محاسن الوجه و قصبة الأنف بشكل جيد السبب الثاني .
ألهيكل (القوام ):
يمتاز الماعز السورية بخصائص مميزة ومتناسقة .
فالعنق :- تكون بارزة وطويلة وكلما كانت مرتفعة عن مستوى الجسم كان ذلك أجمل وأفضل .
ألظهر :- طويل ومتناسب مع الجسم ومن المفضل أن تكون مؤخرة الظهرمكتنزة مثل مقدمته في العرض حيث يدل ذلك على قوة الصلب وجمال القوام .
الصدر :- لابد أن يمتاز بعرض جيد وسعة مابين اليدين .حيث يدل ذلك على اتساع الجوف .
ألقوائم :- يجب أن تكون قوية ومتينة .
هذا ولربما كانت عالية القوام حيث يصل ارتفاعها الى ما بين 70—75سم والضرع جيد التكوين سهل الحلب والشعر حريري متوسط وطويل وهي أي الماعز السوري هادئة الطبع سهلة القيادة مشهورة بإدرارها الجيد للبن .
هذه الصفات النادرة جعلتها تتفوق وتتمايز على سلالات الماعز الأخرى في جميع الأوطان وجعلت الكثيرين يميلون الى تربيتها والتداول بها بأسعار متفاوتة بين المعقول واللا معقول من الغلاء والرخص .
تأريخ وتطور :
إن تاريخ الماعز السورية أو الشامية في المملكة يعود الى ما يقارب الخمسة عقود وانتشرت في مناطق المملكة متزامنة مع دخولها حيث كان سعرها آنذاك الاربعمائة الى السبعمائة ريال وهذا السعر العالي للعنز التي تتمتع بمواصفات جيدة , إنما عملية إقتناء الفحول في ذلك الوقت لم يكن حكرا للمالك فقط كما هو حاصل الان إذ أن البعض لا يستقر على فحل ثابت في القطيع فحينما يشعر مالك القطيع أن جميع إناث القطيع تم إخصابها يعمد الى الفحل فيبيعه الى آخر علما بأن قيمة الفحل أقل من قيمة العنز بكثير في ذلك الوقت .
لكنما عملية ألانتاج الجيد والتحسين في السلالات والنسل جاءت قبل ما يقارب الثلاثين سنة عندما تنبه البعض من مربي هذه الماعز واخذوا في اقتناء الفحولة الجيدة التي أثبتت على مر الزمن جدارتها في الإخصاب وإضفاء مورثات على الابناء بتزاوجها مع إناث ذات مستويات مختلفة مما ظهر من حصيلة ذلك جيل يتمتع بمواصفات عالية كانت هي الاساس فيما بعد لتحديد السلالات وانحدار النسب .
ومع مرور الايام والسنين تطورت هذه الماعز بالتربية الجيدة والاهتمام الكبير من قبل الكثير من المربين والمنتجين وتم على أثر ذلك تحسين النسل بعمليات التزاوج بين السلالات الى ان وصلت لمستويات عالية جدا من الانتاج والمواصفات الراقية وظهر ذلك التطور خصوصا في مدى ارتفاع وبروز قصبة الانف وتحدبها (تقوسها ) كل ذلك جاء حصيلة تجارب ومجهود مبذول من قبل المنتجين الذين سعوا جاهدين بمحاولات متعددة لأجيال مختلفة وتزاوج الكثير من الاناث المعروفة والمنحدرة من سلالات معينة على فحولة من سلالات أخرى مختلفة (أي أن الدماء مختلفة بين السلالات ) مما يؤدي الى إنتاج قوي يتمتع بمواصفات ونماذج متعددة وذات أشكال نادرة في الصفات والشكل الخاص بالوجه والهيكل القوي مما أدى فيما بعد الى التمايز في الانتاج وخصوصا في الاجيال التي تلت عملية التأسيس التي أظهرت صور رائعة عشقها الهوات وأحبها المربين .
إختبار الفحولة :
يقول البعض أن من الصفات المطلوبة في الفحل المراد الانتاج منه هي الحجم الجيد والرأس الكبير وكلما كان بروز قصبة الانف الى الامام وتحدبها اوتقوسها كان كبيرا وصعبا كلما كان ذلك من الصفات النادرة في فحل القطيع وكذلك قوة الهيكل واعتداله ومتانة الصلب لأن ذلك ينعكس على الانتاج إما سلبا أو إيجابا ’ لكنما في وقت ما اعتمد المربين أو البعض منهم على صفات البروز في قصبة الانف فقط وتجاهلوا الكثير من الصفات الاخرى .
ويجب أن يكون فحل القطيع من خيرة السلالات في الحسب والنسب وكلما كان الأب والأم معروفين ومشهود لهم بلأصالة كان ذلك خير لمالك الفحل ماديا حيث أنه سوف يجني منه المال الكثير .
ويعتبر اقتناء الفحل الجيد ركيزة أساسية للتربية والانتاج ولا تنسى جودة الاخصاب أما إناث القطيع والقصد منها إناث التربية فتعتمد على عدة نواحي فمنها إناث ذات سلالات معروفة فانتاجها يمتاز بمواصفات خاصة وراقية وبعض المربين لا يفرط بشيء منها وإن كان لايتمتع بمواصفات راقية فكل الى أصله يعود .
هناك ملاحظة ليس كل جيد راقي ورائع ومتكامل ينتج بالضرورة نماذج عالية الجودة فالفحل ينتج زين وينتج عكس ذلك وكذلك الاناث فشين الزين ربما ينتج أفضل من الزين ودائما الاصل هو ما نبحث عنه .
أشهر فحول الماعز السورية في المملكة :
لابد لنا من أن نلقي الضوء ولو للمحة على أشهر الفحول التي تركت أثرا على الماعز السورية وكثيرا ما تنسب اليها الماعز عند التعريف وخاصة وقت البيع اختلف الوضع الان بسبب الكثرة وبسبب أن كل منتج بداء يضع لمسته كمنتج متميز وينسب له ولفحله . نعود ان اشهر هذه الفحول هم :
ألاسود الكبير
هذا الفحل انحدرت منه أكثر الماعز السورية المشهورة التي أنتجت فيما بعد الفحول الاخرى .

ألاسود :وعرف بمالكه السيد ناجي الخرس كما ذكر. ويعود نسبه إلى أمه بنت ألاسود الكبير والاب هو ألاسود الكبير وهذا الفحل من خيرة الفحولة التي أثبتت جودة في الاخصاب وتأثير على ألانتاج وتعود له جميع السلالات وتنتسب بإسمه ، ومن أشهر أبنائه الفحل المعروف حسني الذي انتج الكثير من الابناء الذكور والاناث ويتمتع بخصائص رائعه جدا ومثال على ابنائه الفحل بليتين ومن بناته أمواج, وقد إنتقلت ملكية ألاسود الى أحد المربين في دولة الكويت وعلى ما أذكر الى الاخ أبو مفرح مبخوت ونفق هناك بعد ما أن وضع بصماته على الكثير من ابنائه .
ألاصفر :- وسمي الاصفر نسبة الى لونه الاصفر وهو منحدر من سلالة الاسود الكبير أيضا ولقد إستقل كسلالة منفردة مثل ألاسود وقد قيل أن أمه تدعى خشيبانه ويعتبر الاسود خال الاصفر (أخو أمه ) والاب الاسود الكبير كما ذكر ومن أشهر أبنائه حميدان وهما أي ألاسود وألاصفر من إنتاج السيد عبد العزيز بن حسين .
ألوردي الكبير :- قيل أن أمه من الشام وردية اللون وأبوه أدهم مأذن وقيل أنه أصمع هذا والله أعلم .
ألوردي :- وهو الفحل المعروف وتعود له حاليا نسب أكثر سلالات الماعز السورية وهو أكثر الفحولة التي أظهر عملية التمايز والرقي بالماعز السورية بالمملكة خاصة في الصفات الشكلية .حيث بدأ تأثيره على ألوجه وأظهر بروز القصبة الانفية الى ألامام مع تحدبها بشكل جعل الطلب على أبنائه كبير جدا في عصره وهو الذي إنحدرت منه الفحول المتعددة أمثال النيلي – سحاب – ألآدهم - ربيع - صدام – العارضي – سحاب و غيرهم مما لا يحضرني ذكرهم ويعود نسبه إلى أمه بنت ألاسود ألكبير أي أنهاأخت الاسود وأبوه الوردي الكبير . وأن أبناء الوردي أنتجت الكثير من الماعز التي أبرزت سمات ومميزات حسنه على الماعز السورية في المملكة .
بعد هذا التعريف الذي نستخلص منه انحدار وتسلسل النسب لهذه الماعز اذ لابد لأي ماعز أن تعودالى أحد هذه الخطوط النسبيه المعروفة إما ألاسود أو ألاصفر أوألوردي . لكننا لو تطرقنا الى أعمق من ذلك في هذه السلالات لوجدنا أن كل سلالة تمتاز بصفات تستقل أحيانا وتجتمع أحيانا ولك عزيزي القارئ بعض هذه المزايا والمميزات .
سلالة ألاسود
تمتاز سلالة الاسود بمتانة الاعضاء وقوتها – عالية القد متناسقة صافية العين واسعة بيضاء كأنها بلور كما أن الهيكل العام قوي و الضرع جيد التكوين سهل الحلب شعرها أسود ليل أو أدهم حريري يتلألأ أما بروز الانف فهو متوسط كبيرة الرأس طويلة الجسم ذات مؤخرة مكتنزة متصلة مع الظهر وذيل طويل نسبيا وبها فارق ملحوظ بين الارجل الخلفية لسعة الضرع خشنة الاظلاف ومن أشهر أبناءه حسني .
سلالة ألاصفر
تمتاز هذه السلالة بأنها قوية في الاعضاء ذات إرتفاع متوسط والهيكل العام متناسق بروزقصبة الانف متوسط وهي عريضة الخد لطول الفك السفلي الذي بطبيعة التكوين ناتج عن طول الوجه –العين ينتابها بعض الكدر من الصفرة أو صفراء قوائمها جيدة وقوية رسخ بعضها مايل الى الاسفل اذا ما مشت كبيرة الرأس الضرع جيد التكوين سهل الحلب ومن أشهر أبناء هذه السلالة المعروفين الفحل حميدان .
سلالة ألوردي
أولا سمي الوردي نسبة الى لونه الوردي والالوان المتصلة بهذا الون وامتازت هذه السلالة في انتاجها بجمال في الوجه وبروز القصبة الانفية الى الامام وتحدبها او وتقوسها بشكل فاقت أقرانها من سلالات الماعز الاخرى مما ظهر في بعض إنتاجها أنه لا يستطيع الرضاعة الطبيعية من شدة ألفناس كما يسمى ، هيكل هذه السلالة جيد وقوي ، الارتفاع مختلف المستويات ، العين واسعة بيضاء صافية أو ينتابها بعض الكدر من الصفرة و الضرع جيد مختلف النماذج . ومن أشهر أبنائه النيلي ، سحاب ، الادهم ، ربيع ، صدام ، ألعارضي.
ومن هذه السلالات ظهرت عدة سلالات عرفت في وقتنا الحاضر .
ألمزادات
لكل منتج سوق تجارية يتداول فيه البيع والشراء هذا حسب نظرية العرض والطلب كذلك فيما يخص الماعز السورية فلقد درجت العادة على إقامة المزادات الخاصة بهذه الماعز حيث تجتمع الهوات والمربين والمنتجين من مناطق المملكة وعلى الخصوص الرياض والقصيم والشرقية والاحساء والكل يبحث عن ليلى . فهذا بائع قادم من الشرقية وآخر شاري من الرياض والعكس صحيح وتقام هذه المزادات ليلا في أيام محدودة وعلى ما أذكر أنها ليلة الخميس من كل أسبوع .
كما أن لهذه المزادات لائحة شروط لابد من أي بائع أو شاري الاطلاع عليها من حيث سلامة الماعز المعروض ولكي لا يكون هناك ضرر على المشتري أو غش في الماعز المباعة .
وتوجد لكل مزاد لائحة شروط كما ذكرنا مثبتة في صالة العرض مبين فيها جميع التعليمات التي تهم البائع والمشتري بما في ذلك نسبة العمولة التي تستقطع من ثمن المبيع العائد لصندوق المزاد .
المزادات كثيرة فلقد كان في منطقة الصفاة جنوب الرياض ثم انتقل الى المصانع وآخر بالجنادرية وانتشرت فيما بعد المزادات في مناطق المملكة المختلفة فمتى ما وجدت ماعز سورية في منطقة ما وجدت مزادا خاصا بها ففي القصيم ببريدة وفي المنطقة الشرقية الاحساء والقطيف وهذه المزادات تقام في بعض الاحيان أسبوعيا وبشكل دوري وأحيانا في بعض المناطق شهريا . كذلك تتخلل هذه المزادات بين الحين والآخر عروض لمزادات خاصة لماعز منتجة . وتتفاوت أثمانا الماعز المعروضة نظرا لما تتمتع به من مواصفات تشتمل على الشكل والهيكل والسلالة والنسب وغيرها من الصفات .
ألمسابقات
المسابقات نتجت من فكرة العروض الخاصة للمنتجين والمربين الذين اعتمدوا على تحسين عملية الانتاج وتزاوج السلالات وظهور انتاج جيد عالي المواصفات للماعز من ذكور وإناث صغيرة وكبيرة عمد مربوا وهواة هذه الماعز الى إقامة المسابقات السنوية وكانت السباقة لهذه الخطوة هي مزارع مسرة التي دعمت هذا النشاط بإعتماد المسابقات ووضع الخطط البنائه في تقييم الحكام والنسب المختصة لكل عنز أنثى أم ذكر تشارك في المسابقة وكذلك ساهمت بدعم هذه المسابقة بوضع الجوائز القيمة عينية أو نفدية كل ذلك في سبيل تشجيع وتطوير هذه الهواية وبث روح التنافس الاخوي بين المربين والمنتجين والهواة .
أما حكام هذه المسابقات فيتم اختيارهم بعناية فائقة من قبل أهل الاختصاص يقومون هؤلاء الحكام بتقييم الماعز المشاركة في المسابقة وعلى أثر ذلك يتم حسم النتائج وتتوج الفائزين بتقديم الجوائز النقدية أو العينية من أعلاف وكؤوس ولربما سيارة .
فترة إزدهارها
في عام 1405 هجرية 1985 بدأت تنشط حركة التداول بين المربين والهوات لكنما في عام 1407 هجرية 1987 أخذت بالنشاط المتسارع والمطرد في ارتفاع الاسعار متزامننا ذلك مع دخول الكثير من الهواة الجدد وكان هذا النشاط التجاري في البيع والشراء في منطقة الرياض إذ أنها المنطقة التي تضم أكبر عدد من المنتجين الذين يعنون بتربية هذه الماعز الفريدة من نوعها حيث سرعان ما زحف هذا النشاط الى المنطقة الشرقية وكان ذلك التداول في نتاج الجيل الاول بمعنى أصح أن الطلب كان على الماعز معروفة السلالة مشهود لها بالاصالة وعلى زمن الفحول الثلاثة الاسود والاصفر والوردي والطلب على هذه السلالات كان كبير وبنفس الوقت كانت العروض متوفرة حيث أخذت تنشط هذه الحركة مع دخول الكثيرين من الهواة والمستثمرين مما أدى الى إرتفاع أسعارها تدريجيا ، هذا التصور دب الى إنشاء المزادات وكثرتها واستمرت على هذا الطريق في عملية تصاعدية من ظهور متمايز في الانتاج ونشاط تجاري كبير وخاصة عندما ظهر الجيل الثاني ونذكر من أبناء ألاسود حسني وألاصفر حميدان والوردي النيلي وسحاب والادهم والعارضي حيث إنتاج هذا الجيل غزا جميع المناطق بما يحمل من صفات متمايزة فاقت الجيل الاول آبائه الذي جعل بطبيعة الحال التخصص وحصر الملكية واستئثار الملاك بالفحول وذلك تعزيزا للحلال وهذا حق مشروع ومن ثم البيع بأثمان باهضة وفعلا تم ذلك ، فعلى سبيل المثال عندما تذهب الى شراء ماعز من نتاج فحل ما تجد أن مالك ذلك الماعز يتغلى كثيرا في ثمن ابناء فحله من ذكر وأنثى وقد يصل ذلك الى مبلغ يفوق التوقع على العكس ما كان عليه في ماعز الجيل الاول حيث كانت السهولة في المعاملة واليسر في البيع والثقة المتبادلة وحسن النوايا مما أدى الى انتشار تربية الماعز في مناطق المملكة ، مما طراء على فترة الجيل الثاني إرتفاع الاسعار مع تزامن دخول الهواة من دولة الكويت الشقيقة بعد التحرير الى هذا المجال مما أدى الى وجود سلبيات طرأت على مجتمع هواة ومربين الماعز السورية منها عدم التواصل بث روح التفرقة إظهار عيوب الاخرين ذم الفحول تغيير في الانساب وبعض الملاك عمدوا الى التهجين وادخال فصيلة الماعز الباكستاني ودخول مستثمرين جدد أدى بطبيعة الحال الى إرتفاع في نسبة الانتاج وارتفاع الاسعار معا ومن ثم نتج عن ذلك كثرة العرض مع قلة الطلب مما نتج عن ذلك نزول مفاجئ في الاسعار أيضا كان لكثرة المزادات أكبر الاثر في تقهقر الاسعار وكان ذلك تقريبا في 1416هجرية 1996 وزاد التقهقر والضعف وقل المردود المادي من المزادات مما أدى الى إغلاق الكثير من المزادات وصار التداول بين الافراد في الحظائر ومزارع التربية .
أشهر المربين للماعز السورية في المملكة
أعتذر لك عزيزي القارئ عن عدم الخوض في التسمية وذلك لعدم الحرج لاني قد أذكر شخص معين وأنسى آخر وقد أعاتب فيكفيني ما سوف يأتيني وهناك مربين ومنتجين أعرفهم شخصيا سواءا في منطقة الرياض أو منطقة القصيم والمنطقة الشرقية وعلى الخصوص الاحساء والدمام والقطيف مربين عاصروا الماعز واهتموا بها .
ألخاتمة
تمت بعون الله تعالى هذه اللمحة اليسيرة في هذا السفر الصغير والتي أرجوا أن أكون قد وفقت بأن أضع أثرا في الطريق الذي ربما لم يدونه أحد من قبل بهذا الايضاح في مسيرة هذه الماعز الرائعة المواصفات الجميلة الشكل فيما تتميز به من مزايا تدعوا للتأمل و التسائل في آن واحد والاجابة عن السؤال الذي دائما مايذكر () ما هو سبب ارتفاع اسعارها ؟ والذي قد أكون بينته في هذه اللمحة لما لها من أشكال نادرة وصفات عالية تجعل الحصول عليها من سلالات غيرها يكون في عرف المستحيل ولو أن البعض حاول دمج دماء مختلفة القصد من ذلك تحسين الشكل الظاهري إلا أن ذلك عاد سلبا وإن ظهر التحسن في الوجه إلا أنه خالف المواصفات الأخرى في الهيكل والضرع وحسن التكوين .
هذا وإني التمس السماح من كل خطاء أو نقص أو زيادة أو قصور أو تقصير في هذه اللمحة أو عدم الإفاضة في بعض الجوانب لربما نظرا لعدم الحاجة
هذا ونسألكم الدعاء وذكرنا بالخير __----------------------------
شكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــر
شكرا لكل من زودني و ساهم بالمعلومة لاظهار هذا العمل .
إعداد وتحقيق
أبو ســــــــــــــــــجاد
عبد الكريم القــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاف
المنطقة الشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــرقية